يخطو المجتمع الدولي اليوم خطواته الأولى في سبيل النهوض بتحدي تنفيذ الخطة العالمية الطموحة: خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وستكون مشاركة التوحديين وإسهامهم الإيجابي على قدم المساواة مع غيرهم أمراً لا غنى عنه للوصول إلى المجتمعات المستوعبة للجميع التي توختها أهداف التنمية المستدامة.
والتوحد حالة طبية تلازم المصاب بها مدى الحياة وتؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وهي حالة ليست مفهومة فهماً جيداً في كثير من البلدان ويقابل المصابون بها بالنفور في عدد زائد عن الحد من المجتمعات.
وهذا يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان وإهداراً للطاقة البشرية. ولقد عاينت بنفسي حيوية التوحديين والتزامهم.
ففي وقت سابق من هذا العام، كان لي شرف المشاركة في حوار مع شاب منهم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقد بُهرت كثيراً بتناوله المبتكر لمسألة كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومع أن التوحديين لديهم بحكم طبيعتهم طائفة واسعة من القدرات ومجالات اهتمام مختلفة، فإنهم جميعاً قادرون على أن يجعلوا من عالمنا عالماً أفضل. وإنه لمن دواعي فخر الأمم المتحدة أن تناصر حركة التوعية بعرض التوحد. فحقوق التوحديين ورؤاهم ورفاههم، هم وجميع الأشخاص ذوي الإعاقة، جزء لا يتجزأ من خطة عام 2030 وما تتضمنه من التزام بألا يخلف الركب أحداً وراءه.
ويمثل الانتقال إلى سن الرشد مرحلة حساسة للغاية.
وبصفتي من الداعين بقوة إلى استنفار شباب العالم للإسهام في مستقبلنا الجماعي، فإني أدعو المجتمعات إلى أن تستثمر مزيداً من الأموال في تمكين التوحديين الشباب من أن يكونوا جزءاً من اندفاعة جيلهم التاريخية نحو التقدم.
ويصادف هذا العام الذكرى العاشرة لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وفي هذا اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، أدعو إلى النهوض بحقوق التوحديين وضمان مشاركتهم وإدماجهم بشكل كامل باعتبارهم أعضاء مقدَّرين في أسرتنا البشرية المتنوعة يستطيعون الإسهام في مستقبل يتيح العيش بكرامة والفرص للجميع.
السبت 2 نيسان / أبريل 2016
المصدر:
إضافة من موقع الأمم المتحدة
موضوع عام 2016:
التوحد وخطة عام 2030: الإدماج وتنوع النظام العصبي
يشكل التوحد وغيره من أشكال الإعاقة جزءاُ من التجربة الإنسانية التي تساهم في التنوع البشري. وعلى هذا النحو، فقد أكدت الأمم المتحدة على الحاجة إلى تعميم مراعاة مسائل الإعاقة في خطة التنمية للمنظمة. ويتطلب تعميم مراعاة مسائل الإعاقة اتباع نهج متكامل في تصميم السياسات والبرامج وتنفيذها ورصدها وتقييمها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى لا يدوم انعدام المساواة.
وفي أيلول / سبتمبر 2015، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة طموحة جديدة للتنمية المستدامة لعام 2030، تشمل 17 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة و 169 غاية تتضمن تعهداً بعدم التخلي عن أحد.
ورغم أن جميع أهداف التنمية المستدامة واجبة التطبيق عالمياً، فقد أشير إلى الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة صراحة في الأهداف التالية: (4) التعليم الجيد؛ و(8) العمل اللائق والنمو الاقتصادي؛ و(10) الحد من انعدام المساواة؛ و(11) إقامة مدن ومجتمعات محلية مستدامة؛ و(17) إقامة شراكات من أجل تحقيق الأهداف.
وسيتطلع احتفال هذا العام (2016) إلى عام 2030، وسيضع في اعتباره أهداف التنمية المستدامة الجديدة والآثار التي تترتب عليها فيما يتعلق بتحسين حياة الأشخاص المصابين بالتوحد.
الأمين العام للأمم المتحدة