تبدو مشكلة تدريب الطفل على استخدام المرحاض مشكلة مستعصية على كثير من الأمهات.. بل إنها قد تبدو في بعض الأحيان مشكلة المشاكل، خاصة مع تدخل الأهل والصديقات بالتعليق على هذه المشكلة والمقارنة بين طفلك والأطفال الآخرين، أو الربط بين سرعة تدرب الطفل على المرحاض ونسبة ذكائه، أو حتى عرض تجاربهن في هذا المجال، كالربط بين التدريب والإيذاء الجسدي للطفل.
ومن هنا كان لابد من التعرف على أيسر الطرق لتدريب الطفل على استخدام المرحاض.
متى يكون الطفل مستعداً للتدريب على المرحاض؟
الحقيقة البسيطة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، هي أن طفلك يجب أن يكون جاهزا جسديا ونفسيا وعاطفيا لفهم عملية استعمال المرحاض، وبالتالي القدرة على التحكم بها، وإذا ما بدأت أو شرعت في تدريب طفلك قبل تلك المرحلة فالغالب هو الفشل في عملية التدريب، فالطفل الذي يتدرب على استعمال المرحاض قبل السنتين هو حقا ذلك الطفل الذي تتدرب أمه على مساعدته في استعمال المرحاض، وليس تركه ليصبح مدربا على استعماله بنفسه. ضرورة مراعاة الاستعداد النفسي والعاطفي؛ لأن إحساس الطفل بذاته يبدأ بالظهور عند بلوغه سن السنتين، بحيث نجد أن إرادة التحكم بالذات والجسد تبدو أكثر أريحية من رغبة الطفل في إرضاء الأم والطفل.
المبادئ الأساسية لتدريب الطفل على استعمال المرحاض:
الاتفاق بين الأب والأم على الأساليب التي يجب إتباعها لتحقيق ذلك التدريب، والشيء المهم الذي يجب الاتفاق عليه هو وجوب عدم معاقبة الطفل في حال عدم تجاوبه مع التدريب الذي يتلقاه وفي أي مرحلة من مراحل ذلك التدريب.
لابد من الانتظار حتى تبدو إشارات تدل على استعداد الطفل للتدريب، ومن أمثلة هذه الإشارات: عندما يتمكن الطفل من التعبير بإبداء الانزعاج من الحفاضات المبللة والمتسخة، وهنا لا يجب أن تمزجي بين شعورك نفسك بالانزعاج من الاتساخ وشعور طفلك بذلك. عندما يصبح الطفل قادراً على إظهار إرادته بعدم التبول أو التغوط لمدة ساعتين على الأقل، بحيث يستيقظ في الصباح «جافاً» دون آثار لأي تبول أو تغوط أو حتى بعد استيقاظه من غفوة قصيرة خلال النهار. فعندما يرغب الطفل في إرضاء أمه، وعندما يبدأ الشعور الاجتماعي عند الطفل بمعنى ضبط سلوكه عند وجود الآخرين في محيطه بحيث يشعر بالحياء عندما يتبلل حفاضه أو يتسخ، وعندما يصبح الطفل قادرا على إبلاغ أمه أو الإشارة إليها بحاجته إلى التبول أو التغوط.. فهنا يجب أن تكافئ الأم طفلها بعبارات مديح بحيث تمهد الطريق للشروع في تدريبه على الحمام.
كيف تدربين طفلك؟
عندما تشعرين أن طفلك وصل إلى المرحلة المناسبة التي يمكن عندها تدريبه فعليا فما عليك إلا إتباع الآتي:
اصطحبي طفلك إلى غرفة الحمام. والعامل الأكثر إفادة في هذا المجال يكون باصطحاب الأب أو الإخوة الذكور الطفل الذكر إلى الحمام، واصطحاب الأم أو الأخوات للطفلة الأنثى.
حاولي أن تساعدي طفلك على إدراك ووعي أحاسيس البلل أو ما قبله إلى الأحاسيس التي توافق الشعور بضرورة التبول أو التغوط.
وجهي له بعض الملاحظات عندما تشعرين أن طفلك يتوقف للحظات قصيرة شارداً خلال لعبه أو مشيه مما قد يشير إلى عدم راحته ويعكس رغبته البيولوجية غير الواعية بضرورة التبول أو التغوط.
من الأفضل استعمال عبارات خاصة يفهمها طفلك على الفور بدلاً من توجيه ملاحظة مباشرة فظة أو حتى قد تطلبين منه بكل لطف أن يبلغك عن تبلل حفاضه أو اتساخه.
عندما تقومين بتغيير الحفاض فمن الأفضل أن يكون ذلك في غرفة الحمام بدلاً من غرفة نوم طفلك.
استخدمي تعبيراً سهلاً ومناسباً يشير إلى الأعضاء التناسلية بحيث يفهمها طفلك، على ألا ترتبط معاني هذه الكلمات بالاتساخ والاشمئزاز والحياء.
تحدثي مع طفلك عن المزايا الحسنة لاستعمال المرحاض، مثل التخلص من الوقت الطويل الذي يستغرقه تغيير الحفاض للطفل مما قد يمنعه من متابعة لهوه.
ناقشي معه أهمية التدريب على استعمال المرحاض كإحدى الفترات المهمة في نموه الجسدي والعقلي.
دعي طفلك يتمرن على إنزال سرواله الداخلي عند شعوره بضرورة التبول أو التغوط، هذا إلى جانب تمرنه على كيفية ارتداء ونزع ثيابه الداخلية في يوم واحد.
نصائح لتدريب الأطفال على استعمال المرحاض:
بتخصيص يوم كامل لتدريب الطفل دون الاهتمام بأي موضوع آخر، ويؤكد أنه يمكن ممارسة التدريب في غرفة المطبخ حيث يسهل الغسيل، واتباع أهم الخطوات:
يمكن للأهل إعطاء الطفل لعبة على عدم البلل مما يشير عندها للطفل بتطبيق الطريقة ذاتها على نفسه.
يمكن زيادة كمية السوائل التي يتناولها الطفل مما يزيد من تبوله، وفقا لنظرية تقول إنه كلما ازداد تبول وبلل الطفل كلما تعلم بمدة أسرع كيفية استعمال المرحاض.
يتم تزويد الأهل بلائحة من الأقوال التي يمكن أن يعتمدوها فيما يخص تدريب الطفل وترتبط معظم هذه التعبيرات بضرورة وزمن ذهاب الطفل إلى المرحاض مثل: «اذهب الآن».
يجب أن يتعلم الطفل أولاً كيف يذهب إلى المرحاض في المرحلة الأولى وينزع ثيابه ويقعد على المرحاض لمدة عشر دقائق أو حتى حصول التبول عنده، وبحيث يتولى الطفل تنظيف نفسه بنفسه، ويعود لارتداء ثيابه بنفسه أيضاً.
من الممكن استخدام المكافأة والمنافسة لتشجيع الطفل.
يمكن إبداء الانزعاج من الطفل عندما يحصل خطأ ما، ولكن دون عقاب، وعندها يطلب من الطفل إعادة التمرين بالذهاب إلى المرحاض حوالي عشر مرات من أماكن مختلفة داخل المنزل؛ كي يتعلم كيفية الإحساس بنفسه ومعرفة البلل أو الجفاف والتمييز بينهما.
وأخيرا أن يتعلم كيف ينفذ التنظيف الضروري لنفسه طبعاً.
استعداد الطفل نفسه لهذا التدريب مرتبط بحنان الأم
قدرة الرضيع على ضبط عملية التبرز وتنظيم الوقت الذي تحدث فيه هذه العملية تحتاج إلى مهارة وصبر وحنان من جانب الأم ويجب ألا يصاحبها العقاب أو التأنيب. أما عن عملية التبول فيجب تعويد الرضيع في الربع الأخير من العام الأول الجلوس على الوعاء الخاص بذلك قبل وبعد الأكل والنوم والخروج. وكلما بدأ التدريب على الإخراج مبكراً أكثر من اللازم استغرقت عملية التدريب وقتا أطول. ويلاحظ أن ضبط عملية التبول النهاري تتم عادة في منتصف العام الثاني وقد تتأخر حتى سن العامين. أما ضبط عملية التبول الليلي فتتم عادة في منتصف العام الثالث