إعداد الاختصاصية الاجتماعية / إسراء عبد الكريم بني يونس
اقرأ ايضا: التنمر المدرسي خطر يهدد دمج ذوي الإعاقة في المدارس النظامية ج 1
أهم النقاط الفارقة بين سلوك التنمر والسلوك العدواني:
التنمر هو درجة من هيئة العدوان، فالعدوان سلوك يصدر عن شخص تجاه شخص آخر لفظياً أو جسمياً، وقد يكون هذا العدوان مباشراً أو غير مباشر، ويؤدي إلى إلحاق الأذى الجسمي والنفسي عن قصد بالشخص الآخر، فالعدوان أكثر عمومية من التنمر، ونلخص فيما يلي النقاط الفارقة بين سلوك التنمر والسلوك العدواني:
- طبيعة السلوك: سلوك التنمر هادف له غرض مسبق وهو إيقاع الأذى بالضحية، السلوك العدواني سلوك طارئ أو عارض يصدر عندما يتهدد أمن الفرد.
- هدف السلوك: سلوك التنمر يهدف إلى التحكم بالآخرين، أما السلوك العدواني فيهدف إلى حماية الذات.
- سبب الحدوث: غالباً ما يحدث سلوك التنمر بدون سبب حقيقي، أما السلوك العدواني فله سبب مسبق وهو إحساس الفرد بتهديد أمنه.
- طبيعة الضحية: غالباً ما يكون الفرد المتنمر على علم بالضحية التي يمارس معها سلوك التنمر، أما الفرد الذي يمارس السلوك العدواني فليس على علم بمن سيقع عليه العدوان من قبل.
التعرف على العوامل التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة التنمر المدرسي:
العوامل البيولوجية والبيئية: وتشمل العوامل الفطرية، والعوامل الوراثية، حيث ركز أصحاب النظرية البيولوجية على دور الخلل الهرموني والتأثيرات البيوكيميائية والأنشطة الكهربائية للمخ في ظهور السلوكيات العدوانية والعوامل البيئية التي تكون مؤدية إلى التنمر والمتمثلة في المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأب والأم.
العوامل النفسية: تكون البيئة النفسية والاجتماعية السلبية مثل المعاملة غير السوية واستخدام العقاب البدني داخل المدرسة والافتقاد للمساندة ونقص الاهتمام والدفء والتحقير اللفظي من أهم العوامل المساهمة في ضعف الكفاءة الاجتماعية وانتشار العنف والتنمر داخل المدرسة.
العوامل الأسرية: الأسرة وحدة اجتماعية تقوم فيها أنماط التفاعلات الاجتماعية المعقدة، ولكل فرد فيها دور يحكمه مركزه أو مكانته الاجتماعية يشارك عن طريقه في تنشئة الطفل وتطبيعه اجتماعياً، وتتكامل هذه الأدوار الاجتماعية لتهيئ له كل أسباب النمو المنشودة، هناك بعض الصفات التي ترتبط بأسرة الطفل المتعرض للتنمر منها: بناء الأسرة والظروف والعلاقات الأسرية، مستوى تعليم الوالدين، حجم الأسرة وعدد الأطفال فيها.
العوامل المدرسية: تعتبر المدرسة من أهم المؤسسات التعليمية التي تؤثر في حدوث التنمر المدرسي خصوصاً إذا كانت تكتظ بعدد كبير من الأفراد، فحجرة الدراسة كبيرة العدد سبب في حدوث التنمر المدرسي، والبيئة القليلة العدد ينخفض فيها سلوك التنمر، كما أن إعطاء حرية التعبير لكل فرد داخل المؤسسة يقلل من حدوث التنمر، ويزداد التنمر كلما قلت الرقابة والإشراف من جانب المربين داخل المؤسسة التعليمية لسلوك الأطفال خصوصاً في الأماكن الحساسة التي يسهل حدوث التنمر فيها كالممرات وفناء المدرسة والحمامات وغيرها.
وسائل الإعلام: لا شك أن للتلفزيون آثاره السلبية والإيجابية في حياة الطفل، حيث أن الأفلام التي تعرض في التلفزيون تنقل الأطفال إلى دنيا بديلة وقد تكون قريبة من دنيا الطفل وقد تكون بعيدة عنها، وقد يحيا الطفل تلك الحياة بعض الوقت او يحلم بها أو ينفر منها.
عوامل تتعلق بضحايا التنمر: هم مجموعة من الأطفال الذين تقع عليهم الإساءة من زملائهم سواء أكان ذلك بصورة فردية أو جماعية حيث يساء إليهم بصورة جسدية أو لفظية أو جنسية أو إلكترونية أو كتابية، وتكون الإساءة بصورة متكررة ومقصودة، ومن الممكن التعرف على ضحية التنمر المدرسي من خلال مجموعة من الأعراض أهمها: التردد في الذهاب إلى المدرسة، الخوف والقلق غير العاديين، اضطرابات النوم، الكوابيس، الشكاوى المبهمة، الصداع، المغص، فقدان الممتلكات الشخصية.
إن أول خطوه لعلاج هذه المشكلة هو الاعتراف بوجودها تليها مرحلة التشخيص للوقوف على حجم هذه الظاهرة في مدارسنا وتحديد المستويات الدراسية التي تنتشر فيها أكثر من غيرها ، ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التنمر ، ويمكننا أن نعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة التي تنتشر بسبب التغييرات التي تحدث في المجتمعات وتأثير الإعلام الذي غير كثيراً من سلوكيات الأطفال والمراهقين حتى أثر على سلوكيات البالغين، وتعتبر الوقاية من التنمر في المدارس من برامج الخطة الجديدة بهدف الوصول إلى مدارس خالية من التنمر لضمان بيئة آمنة للأطفال.
أولاً: مهام تقع مسؤولية تنفيذها على الأسرة:
- تقوية الوازع الديني للأبناء وتقوية العقيدة لديهم منذ الصغر، وزرع الأخلاق الإنسانية في قلوب الأطفال كالتسامح والمساواة والاحترام والمحبة والتواضع والتعاون ومساعدة الضعيف وغيرها.
- الحرص على تربية الأبناء في ظروف صحية بعيداً عن العنف والاستبداد.
- بناء علاقة صداقة مع الأبناء منذ الصغر والتواصل الدائم معهم وترك باب الحوار مفتوحاً دائماً، كي يشعروا بالراحة في اللجوء إلى الأهل.
- متابعة السلوكيات المختلفة للأبناء في سن مبكرة والوقوف على السلوكيات الخاطئة ومعالجتها.
- مراقبة استخدام الأبناء للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والانتباه لأي علامات غير عادية.
ثانياً: مهام تقع مسؤولية تنفيذها على إدارة المدرسة والمعلمين:
- ضرورة التأكيد على أهمية الاعتماد على القوانين التي تكفل حق الحماية والرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية والنفسية للأشخاص ذوي الإعاقة، تستند فكرة الدمج على أساس حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لا الشفقة عليهم، كما توضع معايير ذاتية وجمعية لتقديم فكرة الدمج من حيث نجاحها أو فشلها.
- التعرف على الحاجات النفسية والاجتماعية والأساسية لكل مرحلة عمرية وإشباعها بالأساليب والبرامج التربوية المناسبة.
- الاهتمام بالأنشطة اللاصفية وإشراك الطلاب من ذوي الإعاقة في إعدادها وتنفيذها والإشراف عليها.
- نشر العديد من اللافتات التوعوية بأخطار التنمر المدرسي.
- حسن معاملة إدارة المدرسة والمعلمين للطلاب ذوي الإعاقة وعدم إهمالهم أو السخرية منهم أو الاستهزاء بهم.
ثالثا: مهام تقع مسؤولية تنفيذها على المرشدين الاجتماعيين والنفسيين:
- تكثيف المقابلات الإرشادية لهؤلاء الطلاب لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على تلافيها.
- توجيه الطلاب وإرشادهم وتوعيتهم بمفهوم التنمر وأشكاله وأسبابه ليتجنبوا السلوكيات التي تسبب الأذى للآخرين وتدريبهم على معالجة السلوك العدواني.
- تدريب الطلاب على حل الصراعات عن طريق الحوار والتفاهم وليس عن طريق العنف.
- تعزيز الجانب الديني الذي يرشد الطالب إلى التوقف عن ممارسة السلوك العدواني.
- عقد ندوات توعوية للطلبة تسهم في توعيتهم بسلبيات رفاق السوء.
- عقد ندوات إرشادية لأولياء الأمور لتوعيتهم بخصائص النمو ومراحله عند الأبناء وفهم متطلباتهم ومساعدتهم في تعريف أبنائهم كيفية اختيار الأصدقاء واستخدام الأساليب التربوية المناسبة في معالجة مشكلات الأبناء.
رابعاً: مهام تقع مسؤولية تنفيذها على الدولة ووسائل الإعلام:
- على المحطات التلفزيونية العمل على بث البرامج التعليمية والدينية والوثائقية الهادفة وتجنب البرامج العنيفة، وحتى إن لم تغير المحطات سياساتها، على الأهل اختيار الإعلام المناسب لأطفالهم.
- يتوجب على الحكومات وضع قوانين صارمة لمعاقبة ممارسي التنمر بكافة أشكاله.
- ينبغي على الدولة أن تتدخل وتمنع انتشار الألعاب الإلكترونية المخيفة ومشاهد العنف والقتل الهمجي والاستهانة بالنفس البشرية المنتشرة في الأفلام والمسلسلات ووسائل الإعلام بشكل كبير ولو بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال وتفتك بها وتشجع على نشر العنف والعدوان والتنمر.
- حماية حقوق الأفراد الممارس عليهم التنمر من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعويضهم عن الأضرار النفسية والجسدية التي تعرضوا لها.
- توفير مرشد اجتماعي ونفسي في كل مدرسة للرقابة والعناية بأطفال الدمج داخل المدرسة وحمايتهم من التعرض لخطر التنمر مع تعزيز أهمية التواصل مع المرشد في حال التعرض لأي شكل من أشكال العنف أو الأذى.
- على الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات حماية الأسرة والأطفال إطلاق حملات توعوية لكافة الأعمار حول سلوك التنمر وأشكاله وطرق التعامل معه والوقاية منه وعلاجه.
توصيات:
- دعم وتشجيع مراكز البحوث لإجراء بحوث حول اتجاهات المعلمين والتلاميذ من غير ذوي الإعاقة نحو الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس.
- إجراء المزيد من الدراسات التي تتناول الآثار النفسية والاجتماعية والتحصيلية الناتجة عن التنمر المدرسي.
- إجراء الدراسات الوصفية والتحليلية التي تتناول الأسباب الجوهرية للتنمر المدرسي لدى المتنمر وضحاياه.
- إعداد البرامج الإرشادية وتعديل السلوك لكل من المتنمرين وضحاياهم من ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة في المدرسة.
- إعداد مقياس مقنن لقياس السلوك التنمري للمتنمر / وضحايا التنمر من الأشخاص ذوي الإعاقة من واقع الثقافة العربية ومحدداتها ويتم تطبيقه داخل المدرسة بشكل دوري للكشف عن حالات التنمر المدرسي.
المراجع :
- Psychology in Practice, 20(3), 241-258
- Rigby,K (2013) Defining bullying a new look at an old concept
- Retrieved from:
- http://www.kenrigby.net/02a-Defining-bullying-a-new-look
- Rose, C. A, Monda-Amaya, L. E., & Espelage, D.L. (2011).
- Bullying perpetration and victimization in special education: A review of the literature Remedial and Special Education Research, 32(2), 114-130.
- Salmivalli
- .C. (2010) Bullying and the peer group: A review.
- Aggression and violent Behavior, 15, pp 112-120.
- Toseeb, U., McChesney, G., & Wolke, D. (2018). The prevalence and psychopathological correlates of sibling bullying in children with and without autism spectrum disorder. Joumal of autism and developmental disorders, 48(7), 2308-2318.
- Wong, J. S. (2009). No bullies allowed Understanding peer victimization, the impacts on delinquency, and the effectiveness of prevention programs. The Pardee RAND Graduate School.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية