أعدته د. عاليه عباس علي السيد ، اختصاصي تربية خاصة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
يُعتبرُ الدمج من التوجهات الحقيقية التي تضمن حق المساواة بين الأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص من غير ذوي الإعاقة، وإحاطتهم بذات الاهتمام والتأهيل اللذين يتلقاهما الأقران من غير ذوي الإعاقة، وقبول الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس دون تفرقة أو تمييز، انطلاقاً من مبدأ تكافؤ الفرص في التعلم والمشاركة في الحياة الاجتماعية.
اقرا ايضا: الشيخة شيخة القاسمي رسالتي هي إزالة أي تمييز وصولاً إلى الدمج
وبدأت العديد من مصطلحات الدمج والدمج الشامل والبيئة الأقل تقييداً تُستخدم كمرادفات وبدائل لبعضها البعض، ولكن ثمة فروق بين هذه المصطلحات، حيث يتضح أنّ “البيئة الأقل تقييداً” least restrictive تعني الإقلال بقدر الإمكان من عزل الأطفال ذوي الإعاقة بدمجهم قدر الإمكان مع الأطفال من غير ذوي الإعاقة، حيث تعتمد البيئة الأقل تقييداً للطفل ذي الإعاقة على نوع ودرجة إعاقته.
ويُقصد بالدمج تواجد الأطفال ذوي الإعاقة مع الأطفال من غير ذوي الإعاقة داخل فصول الدراسة عندما تكون لديهم القدرة على القيام بنفس الأعمال والواجبات، كما يقصد بالدمج الكلي ” Inclusion ” مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة مع الأطفال من غير ذوي الإعاقة بدون استثناء في مختلف المجالات، بينما الدمج Integration أو التضمين فيقصد به أن يتلقى الطفل ذو الإعاقة خبراته وتعليمه في فصول الدراسة العامة ومع أقرانه لوقت كامل بغض النظر عن نوع الإعاقة أو شدتها مع توفير الخدمات اللازمة.
ونستخلص مما سبق أن الدمج يتضمن أو يعني تهيئة وتوفير البيئة التربوية والتعليمية والاجتماعية المناسبة لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة عبر توفير بيئة طبيعية أو معدلة قدر الإمكان تزيد من التفاعل الاجتماعي والقبول المتبادل بينهم مع وجود خدمات التربية الخاصة.
وللدمج أشكال عدّة منها (الدمج المكاني – الدمج الأكاديمي – الدمج الاجتماعي – الدمج المجتمعي – الدمج الجزئي- الدمج الكلّي ـ الدمج المهني).
ومن أهم فوائد الدمج التي ظهرت في نتائج الدراسات أن دمج الطفل ذي الإعاقة له التأثير الإيجابي في تعديل السلوك التكيفي وتنمية المهارات والعلاقات الشخصية والتوافق مع البيئة المحيطة، انخفاض معدل الشعور بالعزلة والانطواء لديه، إتاحة الفرصة للتعبير عن الذات، انخفاض مشاعر الخجل، تنمية روح الحب والثقة وخلق لغة التفاهم بينه وبين أقرانه ضمن الفصول المدرسية.
ومن أهداف الدمج تمكين الأطفال ذوي الإعاقة من محاكاة وتقليد سلوك أقرانهم خاصة السلوكيات المرغوب فيها اجتماعياً، كما يعمل الدمج على زيادة التقبل الاجتماعي ويسهم في توفير بيئة اجتماعية واقعية للأطفال ذوي الإعاقة يتعرضون فيها إلى خبرات متنوعة تمكنهم من تكوين مفاهيم صحيحة وواقعية عن العالم الذي يعيشون فيه، كما توفر بيئة تعليمية تشجع على التنافس الأكاديمي بين الأطفال، مما يسهم في رفع مستوى الأداء الأكاديمي للطلاب ذوي الإعاقة، وإتاحة الفرص أمامهم لاستخدام نفس المصادر والموارد المتاحة لأقرنهم من غير ذوي الإعاقة والاشتراك معهم في الأنشطة التي يمارسونها، والاعتماد على أنفسهم، وتطويع الخدمات التربوية المقدمة للأطفال لتلائم وتناسب الأطفال ذوي الإعاقة داخل نفس المسار التعليمي.
للمزيد حول وحدة التعليم الدامج، انقر هنا
المراجع:
- صلاح عميرة. الدمج التربوي للمعاقين عقلياً بين التأييد والمعارضة. الملتقى الثاني للجمعية الخليجية للإعاقة.
























