الإنسان قيمة وأمل وإنجاز يتجلى ذلك من خلال مراحل نموه الأولى وسعيه لاكتساب القدرة على أداء المهارات المختلفة بصفة عامة وسعيه لتحدي الإعاقة ومواجهة القصور في بعض جوانب قدراته بصفة خاصة حتى يتمكن من زيادة قدراته وتفاعله مع بيئته المحيطة به ويصبح فردا منتجا مشاركا بإيجابية في جماعته ومجتمعه.
لا شك أن ولادة طفل معاق سمعياً للأسرة هو شيء لا يتوقعه الوالدان وعندما يكتشفان أن طفلهما أصم فهما غالباً ما يشعران بصدمة عنيفة وقد يتوهمان أن هذه المشكلة تواجههم وحدهم أو أن ذلك قد حدث لهم عقاباً لهم على ذنب اقترفوه في الماضي.
إن الحقيقة البسيطة التي يجب أن يدركها الأهل هي أنه لا يوجد أحد محصن ضد الصمم أو ضد الإعاقة وأن الصمم أو الإعاقة يمكن أن تحدث لدى أي أسرة في مختلف الطبقات والأجناس والديانات فقراء كانوا أم أغنياء متدينين كانوا أم غير متدينين.
فيما يلي بعض الأفكار والمقترحات المفيدة الموجهة للأسرة:
- لا داعي أبدا لليأس فإذا كانت هناك صعوبات في اتصال هذا الطفل مع الآخرين ومع العالم من حوله عن طريق القناة السمعية فإن هناك قنوات أخرى للاتصال واكتساب المعرفة ما زالت مفتوحة فالطفل المعاق سمعياً يستطيع أن يتعلم الكثير ويستطيع أن يتواصل بطرق مختلفة مع الآخرين عن طريق حاسة البصر على سبيل المثال.
- تذكر أن هذا الطفل له نفس الحاجات الأساسية التي للأطفال الآخرين فهو يحتاج إلى الحب وإلى الفرص المناسبة لاكتساب الخبرات الحياتية ولا يحتاج إلى الشفقة.
- تجنب الحماية الزائدة أو الإهمال الزائد لهذا الطفل.
- أعط الفرصة لهذا الطفل كي يتحدث ويعبر عن نفسه شجعه على الاستفسار والسؤال وأعمل على إعطائه الإجابة والتفسير المناسب لما يسأل عنه واحرص على ألا تجيب نيابة عنه ولكن يمكنك توضيح ما أراد التعبير عنه (إن كانت هناك حاجة إلى ذلك) شرط أن يتحدث هو أولاً، فهذا الطفل مثل غيره من الأطفال بحاجة إلى أن يتحدث مع الكبار لا مجرد الإصغاء لهم.
- احرص على إتاحة الفرصة أمام هذا الطفل لاكتساب المفاهيم والمعارف والخبرات الحياتية اللازمة له وتذكر أن الطفل السامع يستطيع اكتساب الكثير اعتماداً على حاسة السمع أما هذا الطفل فهو بحاجة إلى من يفسر له الأحداث من حوله وإلا فإنه سيعيش في عزلة عن غيره وبالتالي لن تتاح له الفرصة لاكتساب الكثير من المفاهيم والمعارف والخبرات الضرورية له.
- احرص على إلحاق طفلك بروضة خاصة للصم وضعاف السمع ففيها ستتاح له الفرصة للتواصل مع أطفال صم آخرين من عمره وفيها سيكتسب الكثير من الخبرات والمفاهيم فإن لم يتوفر ذلك فاعمل على إلحاقه بأقرب روضة للسامعين إن أمكن ذلك خاصة إن وجدت فيها معلمة يمكن أن تتقبله وأن تتفهم وضعه وتعمل على مساعدته.
- احرص على أن يتعلم هذا الطفل القراءة والكتابة حيث أن ذلك سيفتح أمامه قناة جديدة للتواصل مع الآخرين وسيعمل على تزويده بالعديد من المعارف والمفاهيم والخبرات الضرورية له.
- تذكر أن هذا الطفل بحاجة إلى تنمية شخصية مزدوجة فهو من جهة عضو في مجتمع الناس السامعين وهو من جهة أخرى يحتاج إلى الاختلاط مع مجتمع الناس الصم لأنه يستطيع التواصل معهم بسهولة ويستطيع أن يتبادل معهم المشاعر والخبرات وهو شيء ضروري لنمو الطفل الأصم أو ضعيف السمع نفسياً واجتماعياً وبالتالي فإن على الأسرة أن تبادر إلى البحث عن أسر أخرى لديها أطفال صم أو ضعاف سمع من خلال النوادي وغيرها.
- السماعة الطبية ليست هي الحل السحري في جميع الأحوال وبالرغم من فوائد استخدام السماعة الطبية في كثير من الحالات إلا أن هناك بعض الحالات التي تكون فيها السماعة الطبية قليلة الفائدة بالنسبة للطفل.
- لا داعي للقلق أكثر من اللزوم على مستقبل هذا الطفل فهذا الطفل يمكنه أن يتعلم ويستطيع مستقبلاً أن يكتسب مهنة وأن يعمل ويتزوج وأن ينجب في معظم الأحوال أطفالاً سامعين.
- من ناحية أخرى فإن للأسرة دور هام في التواصل مع الأسر الأخرى التي لديها أطفال صم أو ضعاف سمع لتبادل الخبرات وتبادل الدعم ثم لتنظيم الجهود ومن ثم مع التحرك بإيجابية وبانفتاح نستطيع أن نقدم الكثير لأبنائنا الصم أو ضعاف السمع ولأبناء مجتمعنا من الأشخاص ذوي الإعاقة أما السلبية والانغلاق والخجل والخوف من وصمة العار فلا تؤدي إلا إلى النتائج السيئة التي لا نرضاها جميعاً.
- وأخيرا على الأسرة وبخاصة الأم رعاية لغة الاتصال وعدم الإهمال في تدريب طفلها تدريباً مستمراً وتنمية المفاهيم لديه.
المصدر:
كتاب (كيف نتعامل مع الطفل المعاق سمعياً ـ دليل للآباء والأمهات)